«الأجسام الطائرة المجهولة».. كيف تم إسقاطها؟
بينما ما زال الغموض يحيط بالمنطاد والأجسام الثلاثة المجهولة حتى الآن التي أسقطتها الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة، هناك شيء واحد واضح على الأقل، ألا وهو السلاح المستخدَم لإسقاطها من السماء. فسواء تعلق الأمر بمنطاد المراقبة الصيني المفترض الذي أُسقط قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية، أو بالأجسام غير المعروفة حتى الآن التي استُهدفت فوق ألاسكا وميشيغان وكندا، فإنها لاقت جميعها المصير ذاته وأُسقطت بوساطة النوع نفسه من الصواريخ: صاروخ «إيه آي إم – 9 إكس سايدويندر». وفي ما يلي ما تحتاج لمعرفته عن هذا الصاروخ:
من يصنعها ومن يستخدمها؟
شركة «رايثيون» تنتج الصاروخ الذي ينتمي إلى فئة واسعة من الأسلحة التي توجد في الترسانة الأميركية منذ عقود. وإذا كانت الأسلحة تُصنع بشكل رئيسي من أجل القوات الأميركية، فإن الصاروخ يُباع أيضاً بكميات كبيرة لمجموعة من حلفاء الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تقول «رايثيون» إن لديها 31 شريكاً أجنبياً في المبيعات العسكرية، إذ اشترت بلدان مثل كوريا الجنوبية وإندونيسيا الصاروخ. النسخة الأحدث من صاروخ «إيه آي إم – 9 إكس»، التي صُممت في الأصل كسلاح جو-جو بشكل رئيسي، نسخة يمكن أيضاً استخدامها من الأرض وضد أهداف أرضية، وهي قابلة للاستخدام في مجموعة متنوعة من الطائرات الحربية الحديثة مثل طائرة «إف 16 فايتينج فالكون» و«إف 22 رابتر». وميزة قابلية الاستخدام المتعدد هذه سمحت للصاروخ بتحطيم أرقام قياسية من خلال مساعدة طائرة «إف 22» المتطورة على تسجيل أول عملية هجوم وتدمير جو-جو. الولايات المتحدة لا تفصح عن عدد هذه الصواريخ التي تمتلكها ضمن ترسانتها، ولكن من المرجح أن يكون العدد مهماً، على اعتبار أن القوات الجوية الأميركية تلقت الصاروخ رقم 100 ألف من هذا الطراز في 2021.
كم تبلغ كلفتها؟
وزارة الدفاع الأميركية تسعى لاقتناء 255 من هذه الصواريخ مقابل 111.9 مليون دولار في سنة 2023 المالية. وبذلك يكون سعر كل واحد منها 439 ألف دولار. ولكن هناك خصومات مهمة، وبالمقابل، هناك بلدان أخرى يتعين عليها عادة أن تدفع مقابل معدات ذات صلة وقطع غيار وتكلفة التدريب أيضاً. وعلى سبيل المثال، فإن ماليزيا سعت إلى اقتناء 20 صاروخاً فقط من طراز «إي آي إم -9 إكس-2» مقابل 52 مليون دولار في 2011، بعد تضمين هذه التكاليف الثانوية.
كيف تعمل؟
صاروخ «إيه آي إم-9 إكس سايدويندر»، هو صاروخ حراري قصير المدى تفوق سرعته سرعة الصوت. وتشمل مكوناته الرئيسية قسماً للتوجيه باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وجهازاً لكشف الأهداف البصرية، ورأساً حربياً شديد الانفجار، ومحركاً صاروخياً. وتسمح الأشعة تحت الحمراء للصاروخ بشكل خاص باستهداف الأهداف في مجموعة متنوعة من الأوضاع والبيئات في أي وقت من اليوم. ويشغّل الصاروخ، الذي يبلغ وزنه 84 كيلوغراماً، بوساطة الوقود الصلب، ويبلغ طوله 3 أمتار. وتحتوي النسخة المسماة «يبوك 2» من هذا الصاروخ على ميزات محسّنة، من قبيل القدرة على الإقفال بعد الإطلاق، وذلك حتى لا يضطر الطيار الذي يطلق الصاروخ إلى لاعتماد على التصويب البصري فقط.
لماذا تُستخدم؟
لدى صواريخ «سايدويندر» تاريخ طويل في الجيش الأميركي. فقد طُورت أول مرة في عقد خمسينيات القرن الماضي من قبل البحرية الأميركية قبل أن تتبناها القوات الجوية الأميركية. وكان أولَ صاروخ حراري موجه يصبح جاهزاً للاستخدام في العمليات العسكرية. كانت النسخ الأولى من الصاروخ لا تستخدم إلا للمسافات القريبة جداً وكان لا يمكن استخدامها ليلاً. ولكن التحسينات التي أدخلت عليها لاحقاً جعلت منها سلاحاً مثالياً لتشكيلة متنوعة من الأوضاع، وقد استُخدمت نسخة لاحقة من الصاروخ في حرب فيتنام. وتُعد «9 إكس» أحدث نسخة من صاروخ «سايدويندر» وشُرع في استخدامها في 2003. غير أن مسؤولي الدفاع الأميركيين يعترفون بأن استخدامها ضد أجسام طائرة مجهولة مثل المناطيد جديد وغير مألوف. وقد خلص الجيش إلى أن رأسه الحربي الصغير ومداه القصير يسمحان بقدر أكبر من الأمان والفعالية مقارنة مع صواريخ أخرى مثل «إيه آي إم 120»، كما قال الجنرال غلِن فانهرك، قائد قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية والقيادة الشمالية الأميركية للصحافيين في 6 فبراير.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سينديكيت»